تواجه الصفقة الاقتصادية الضخمة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، التي تبلغ قيمتها نحو 350 مليار دولار، عقبات جديدة تتعلق بطريقة التمويل، ما يضع ضغوطاً على العملة الكورية (الوون KRW) وسوق العملات المشفرة المحلية.
خلفية الصفقة
كانت سيول قد تعهدت في يوليو 2025 باستثمار ما يصل إلى 350 مليار دولار في مشاريع أميركية مقابل تخفيف الرسوم الجمركية المفروضة على الصادرات الكورية، خصوصاً في قطاع السيارات وقطع الغيار.
لكن الخلاف برز حول حجم التمويل النقدي المباشر مقارنة بالقروض أو الضمانات أو الاستثمارات في الأسهم. وفي 20 أكتوبر، صرّح وزير الصناعة كيم جونغ كوان بأن واشنطن أبدت مرونة أكبر بشأن فكرة التمويل النقدي الكامل، إلا أن الفجوة لا تزال كبيرة، إذ تطالب الولايات المتحدة بنحو 200 مليار دولار نقداً خلال ثماني سنوات، بينما ترى كوريا أنه يمكنها تمويل 15 مليار دولار سنوياً دون التأثير على احتياطاتها أو الائتمان المحلي.
أهمية التمويل النقدي وتأثيره على سوق العملات المشفرة
النقد يعني تدفقاً فورياً للأموال بالدولار، على عكس القروض أو الضمانات التي تؤثر تدريجياً. وكلما ارتفعت حصة التمويل النقدي، زادت عمليات السحب بالدولار، مما يضغط على السيولة المحلية ويزيد كلفة التمويل داخل كوريا.
هذا الانكماش المالي ينعكس مباشرة على أسواق الكريبتو، حيث تتراجع السيولة في أزواج التداول المقومة بالوون، وتتسع الفروقات السعرية، ويتحول المتداولون إلى أزواج الدولار أو العملات المستقرة مثل USDT وUSDC بحثاً عن استقرار أكبر.
الرسوم الجمركية في صميم المفاوضات
ترتبط الصفقة بشكل وثيق بالرسوم الأميركية على الصادرات الكورية. فطالما بقيت هذه الرسوم قائمة، سيواصل المصدّرون الكوريون تجميع احتياطيات بالدولار لحماية هوامشهم الربحية، وهو ما يقلص من السيولة المقومة بالوون.
وفي حال أصرّت واشنطن على التمويل النقدي المرتفع، فقد يتأخر تنفيذ الإعفاءات الجمركية، ما يبقي العملة الكورية تحت ضغط. أما إذا جرى التحول إلى تمويل تدريجي أو قائم على الائتمان، فإن ذلك سيخفف من التوتر المالي ويعزز استقرار الوون.
التأثير على سوق العملات المشفرة الكورية
زيادة التمويل النقدي ستخلق طلباً فورياً على الدولار، ما يؤدي إلى ضعف الوون وتراجع تدفقات الإيداع بالعملة المحلية إلى منصات التداول. في المقابل، يرتفع استخدام العملات المستقرة كبديل، بينما يفقد سوق العملات البديلة (Altcoins) زخمه لصالح بيتكوين وإيثريوم حيث تكون السيولة أعمق.
لكن في حال اعتماد تمويل مرن على مراحل، سيحافظ النظام المالي على سيولته، ما يتيح للمصارف والمنصات الاحتفاظ بنشاط الإيداعات والتمويل، وتستعيد أزواج الوون قوتها وتضيق الفروقات السعرية، مع عودة التداول الواسع في العملات البديلة.
الخلاصة
يبقى مسار المفاوضات بين سيول وواشنطن محدداً رئيسياً لاتجاه الوون والسوق الكورية للعملات المشفرة. فكلما زاد الضغط النقدي، زادت الحاجة للدولار وضعفت السيولة المحلية. أما تخفيف الشروط النقدية فقد يعيد التوازن إلى الأسواق ويدعم النمو الطبيعي للقطاعين المالي والرقمي في كوريا.
