تواجه هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) ضغوطًا متزايدة بعد الكشف عن حذف ما يقارب عام كامل من رسائل النص الخاصة بالرئيس السابق غاري جينسلر. وأكدت منصة كوينباس، عبر تعاونها مع مؤسسة History Associates، أن هذا السلوك يمثل انتهاكًا لقانون حرية المعلومات ويضر بثقة الجمهور في الجهة التنظيمية.
فقدان رسائل جينسلر يعرقل مراجعة سياسات العملات الرقمية
في دعوى قضائية، أوضحت كوينباس أن الهيئة فشلت في الالتزام بأوامر سابقة تقضي بتقديم جميع الاتصالات المتعلقة بإيثريوم والأصول الرقمية الأخرى. وأشارت الشركة إلى أن الهيئة تأخرت في عمليات البحث، واعتمدت مصطلحات ضيقة، ولم تفصح عن فقدان السجلات إلا بعد مرور وقت طويل. هذه الممارسات – بحسب كوينباس – حالت دون مراجعة المعلومات التي كان من شأنها أن تساعد على فهم أوضح لسياسات الهيئة.
تقرير صادر عن مكتب المفتش العام في الهيئة أكد أن رسائل جينسلر بين أكتوبر 2022 وسبتمبر 2023 تم مسحها نهائيًا. وتشمل هذه الفترة انهيار منصة FTX وعدة إجراءات تنظيمية مهمة من ضمنها قضايا ضد كوينباس نفسها.
وأوضح التقرير أن الحذف مرتبط بسياسة جديدة تقضي بمسح الأجهزة عن بُعد إذا انقطعت عن شبكة الهيئة لأكثر من 45 يومًا. تم إعادة ضبط هاتف جينسلر ما أدى لمسح جميع رسائله النصية، بينما باءت جهود استعادتها بالفشل. كما خلص المحققون إلى أن كثيرًا من هذه الرسائل كانت ستُعتبر سجلات اتحادية رسمية.
أزمة مصداقية في حفظ السجلات
كشف المفتش العام كذلك عن وجود مخاطر أوسع، حيث قد تكون رسائل نصية من أكثر من 20 مسؤولًا بارزًا آخرين في الهيئة قد فُقدت بالفعل. إضافة إلى ذلك، لم تُجر نسخ احتياطية صحيحة لأجهزة نحو 40 مسؤولًا إضافيًا، ما يثير احتمال ضياع المزيد من السجلات المهمة أو تعرضها للفقدان لاحقًا.
من جهتها، طالبت كوينباس المحكمة بفرض عقوبات على الهيئة، وطلبت السماح بعملية كشف موسعة لمعرفة عدد السجلات التي تم حذفها والإجراءات التي اتُخذت لمحاولة استعادتها، ولماذا لم يُفصح عن ذلك مبكرًا.
كوينباس: على الهيئة الالتزام بنفس المعايير
شددت كوينباس على أن هيئة الأوراق المالية والبورصات يجب أن تلتزم بالمعايير نفسها التي تفرضها على الشركات الخاصة، مشيرة إلى أن الهيئة غرّمت شركات بأكثر من مليار دولار في السنوات الأخيرة بسبب ضعف أنظمة حفظ السجلات.
تأتي هذه القضية في وقت تواجه فيه كوينباس تحديات إضافية، حيث تعارض بعض البورصات العالمية خططها المتعلقة بالأسهم المرمّزة، ما يعكس أن العقبات أمام الشركة لا تقتصر فقط على المنظمين الأمريكيين.
وترى كوينباس أن فقدان رسائل جينسلر خلال فترة انهيار FTX – إحدى أكثر المراحل حساسية في تنظيم الأصول الرقمية – يضعف بشكل كبير مصداقية الهيئة في الإشراف على سوق الكريبتو.