تتجه أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم بلاك روك (BlackRock) نحو ترميز صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) على البلوكشين، بعد النجاح الكبير الذي حققته مع صندوق iShares Bitcoin ETF (IBIT)، وهو أكبر صندوق بيتكوين متداول حاليًا. هذه الخطوة تعكس انفتاح المؤسسة العملاقة بشكل متزايد على صناعة العملات الرقمية.
خطوة جديدة بعد نجاح IBIT
بحسب تقرير لوكالة Bloomberg، تدرس بلاك روك كيفية ترميز صناديق ETFs وربطها بالأصول الواقعية مثل الأسهم، لتكون متاحة على الشبكات الرقمية. الشركة تمتلك بالفعل صندوقًا مرمّزًا يعرف باسم BlackRock USD Institutional Digital Liquidity Fund (BUIDL)، وهو صندوق سوق نقدي مرمّز بقيمة سوقية تتجاوز ملياري دولار.
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه وول ستريت اهتمامًا متزايدًا بالترميز. فقد أصبحت شركة Galaxy Digital أول شركة مدرجة في ناسداك تقوم بترميز أسهمها العادية، بينما تقدمت بورصة Nasdaq بطلب إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) للسماح للمستثمرين بتداول الأسهم المرمّزة على منصتها.
موقف الهيئات التنظيمية
أشارت هيئة SEC بالفعل إلى انفتاحها على دعم مبادرات الترميز من مؤسسات كبرى مثل بلاك روك، وأطلقت مشروعًا يعرف باسم Project Crypto يهدف إلى نقل الأسواق الأمريكية إلى البلوكشين. كما تدرس الهيئة بالتعاون مع لجنة تداول السلع الآجلة (CFTC) إمكانية السماح للأسواق بالتداول على مدار الساعة مثل سوق العملات المشفرة.
من جانبه، يُعرف الرئيس التنفيذي لبلاك روك لاري فينك بدعمه العلني للترميز، حيث دعا في وقت سابق إلى الموافقة على ترميز السندات والأسهم، مشيرًا إلى أن ذلك من شأنه تقليل التكاليف للمؤسسات وجعل الاستثمار أكثر سهولة وكفاءة.
تعليقات الخبراء حول توجه الترميز
المحلل جيمس سيفارت من بلومبرغ رحّب بخطوة بلاك روك، مؤكداً أن من قلّلوا من شأن الأصول الرقمية سابقًا أثبت الواقع خطأهم، والأمر ذاته سيحدث مع الترميز. وأوضح أن عملية الترميز ستكون تدريجية وقد تستغرق عقدًا كاملًا قبل أن تصبح ممارسة شائعة.
كما أشار إلى أن طلب ناسداك الأخير يؤكد أن حركة ترميز الأصول الواقعية قد بدأت بالفعل، لكنه شدد على أنها لن تتحول إلى القاعدة الأساسية على الفور، واصفًا الخطوة بأنها "المرحلة الثالثة من أصل 847 مرحلة".
الخلاصة
تمثل خطوة بلاك روك لترميز صناديق ETFs تحولًا مهمًا في تقاطع التمويل التقليدي مع تقنيات البلوكشين. ومع الدعم المؤسسي والتنظيمي المتزايد، يبدو أن الترميز قد يكون المسار المستقبلي للأسواق المالية العالمية، حتى وإن كان تطبيقه الكامل سيستغرق سنوات طويلة.