كشفت شركة Arkham Intelligence لتحليلات البلوكشين عن وجود نحو 45,000 بيتكوين (ما يقارب 5 مليارات دولار) لا يزال خاملاً ويرتبط بقضية القرصنة الشهيرة Movie2K. هذا الكشف أعاد فتح النقاش حول طريقة تعامل الحكومة الألمانية مع الأصول الرقمية المصادرة، وموقفها من الاحتفاظ بالبيتكوين كجزء من الاحتياطي السيادي.
بيتكوين مرتبط بمنصة Movie2K
وفقًا لـ Arkham، فإن البيتكوين المكتشف موزع على أكثر من 100 محفظة ولم يشهد أي حركة منذ عام 2019، ما يشير إلى أنه ما يزال تحت سيطرة مشغلي الموقع الذين اعتُقلوا عام 2019. وفي بداية 2024، سلّم هؤلاء نحو 50,000 بيتكوين للسلطات الألمانية عبر ما وُصف بـ "النقل الطوعي"، لتقوم الحكومة لاحقًا ببيعها.
بيع سابق بأسعار أقل
في يناير 2024، صادرت الشرطة الألمانية حوالي 49,858 بيتكوين من Movie2K، ثم باعتها بين يونيو ويوليو بسعر متوسط قدره 57,900 دولار للعملة الواحدة، محققة نحو 2.64 مليار يورو.
لكن عند مقارنتها بالأسعار الحالية التي تجاوزت 123,000 دولار، يتضح أن قيمة تلك الأصول كانت لتتضاعف بشكل كبير لو احتُفظ بها بدل بيعها في وقت مبكر.
جدل سياسي حول الاحتياطي السيادي
هذا الجدل فتح الباب أمام أصوات سياسية تطالب ألمانيا بالاحتفاظ بالبيتكوين بدلاً من بيعه. فقد وجهت النائبة جوانا كوتار رسالة مفتوحة حذرت فيها من أن ألمانيا أهدرت فرصة لتعزيز احتياطياتها المالية، مؤكدة أن البيتكوين يمكن أن يلعب دورًا استراتيجيًا كأصل سيادي.
من جهته، جدد رئيس البنك المركزي الألماني يواكيم ناغل معارضته، واعتبر البيتكوين أصلًا شديد التقلب يشبه "فقاعة التوليب" في القرن السابع عشر، وهو ما يعكس تردد برلين في تبني البيتكوين مثلما فعلت دول كالسلفادور.
مستقبل الـ 45,000 بيتكوين
تظل مسألة السيطرة على هذه المحافظ معلقة، حيث قد تواجه السلطات عوائق قانونية وتقنية في محاولة مصادرتها. ويرجح خبراء أن أي تحرك لبيع هذه الكمية الضخمة قد يسبب ضغطًا بيعيًا مشابهًا لما حدث في منتصف 2024، حين هبط السوق قبل أن يتعافى تدريجيًا.
الخلاصة
الكشف عن 45,000 بيتكوين غير مستخدم يسلط الضوء على الجدل المستمر حول كيفية إدارة الحكومات للأصول الرقمية المصادرة. ويبقى السؤال مطروحًا: هل ستعيد ألمانيا النظر في استراتيجيتها المالية تجاه البيتكوين مع ازدياد أهميته عالميًا؟