شهدت صناديق إيثريوم المتداولة في البورصة (ETFs) واحدة من أكبر موجات التصفية منذ إطلاقها، حيث انسحب المستثمرون المؤسسيون بما يقارب 447 مليون دولار في يوم واحد فقط بتاريخ 5 سبتمبر. هذا التراجع تزامن مع هبوط سعر ETH من قمته الأخيرة قرب 4,900 دولار ليستقر حول 4,300 دولار.
سحوبات ضخمة بقيادة بلاك روك
أظهرت بيانات SoSoValue أن حجم التداول عبر صناديق إيثريوم ارتفع إلى 2.79 مليار دولار، ما يشير إلى أن السحوبات تعكس إعادة تموضع استثماري أكثر من كونها خروجًا كاملاً من السوق.
قاد صندوق ETHA التابع لشركة BlackRock عمليات التصفية بقيمة 309.9 مليون دولار، تلاه صندوق Grayscale بخسائر 51.7 مليون دولار، ثم Fidelity بـ37.7 مليون دولار. بالمجموع، بلغت التدفقات الخارجة 446.7 مليون دولار، وهو ثاني أكبر تراجع يومي بعد الانسحاب القياسي في 4 أغسطس.
انعكاس بعد أداء قوي في أغسطس
يأتي هذا التراجع بعد أن جذبت صناديق إيثريوم في أغسطس تدفقات صافية بقيمة 3.87 مليار دولار. لكن موجة البيع في نهاية الشهر، التي بلغت 164 مليون دولار يوم 29 أغسطس، أنهت ستة أيام من التدفقات الإيجابية، ما أشار إلى بدء جني الأرباح. وقد تسارعت هذه الموجة في سبتمبر، لتتراجع الأصول تحت الإدارة إلى 27.64 مليار دولار.
حذر مؤسسي يعكس تقلبات السوق
لم تقتصر التصفية على إيثريوم فقط، إذ سجلت صناديق بيتكوين أيضًا انسحابات بـ160 مليون دولار في نفس اليوم، ما يؤكد أن الانخفاض جزء من موجة أوسع في سوق الأصول الرقمية.
المحللون يرون أن المؤسسات تعيد تقييم تعرضها للمخاطر وسط التقلبات السريعة، حيث ينقسم المتداولون بين من يتوقع عودة التدفقات مع أي انتعاش سعري لإيثريوم، ومن يعتقد أن الحذر سيبقى سيد الموقف في ظل ظروف اقتصادية عالمية غير مستقرة.
ماذا تعني هذه التراجعات لسوق الكريبتو؟
رغم هذه التصفية، لا تزال صناديق إيثريوم تمثل قوة مهمة، إذ تستحوذ على ما نسبته 5.3% من إجمالي القيمة السوقية للعملة، مع استمرار ارتفاع حجم التداول. لكن استمرار الانسحابات قد يضعف زخم اعتماد المؤسسات على هذه المنتجات الاستثمارية.
في المقابل، فإن عودة التدفقات الإيجابية ستعزز ثقة المستثمرين وتدعم مكانة صناديق بيتكوين وإيثريوم كأدوات رئيسية لدمج الأصول الرقمية في المحافظ الاستثمارية التقليدية.